قلت: وهذا الاختلاف في اسم شيخ قتادة في هذا الحديث؛ ليدل - عند العارفين بهذا العلم الشريف - أنه غير مشهور ولا معروف، ولذلك؛ جهله البيهقي كما تقدم، وضعف حديثه عبد الحق الإشبيلي، وتبعه على ذلك شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى"(٢٥/ ١١٨) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق"، فقد ذكر الحديث؛ وقال:
"حديث غريب، مختلف في إسناده ومتنه، وفي صحته نظر".
نقله الزيلعي في "نصب الراية"(٢/ ٤٣٦) ، وأقره.
فالعجب من الحافظ ابن حجر؛ كيف سكت عليه في "الفتح"(٤/ ٢٠١) ، بل أشار قبل ذلك (٤/ ١١٤) إلى تقويته؟! فإنه قال في صدد البحث في وجوب القضاء على من لم يبيت النية، وأن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فأتموا بقية يومكم". - كما في الأحاديث الصحيحة - لا ينافي الأمر بالقضاء، قال:
"بل ورد ذلك صريحاً في حديث أخرجه أبو داود والنسائي ... " فذكره، وقال:
"وعلى تقدير أن لا يثبت؛ فلا يتعين ترك الفضاء ... "!
أقول: وكذلك لا يتعين إيجاب القضاء، بل هذا خلاف الأصل؛ فإنه ينافي البراءة الأصلية، فالإيجاب لا بد له من أمر خاص، وهذا غير موجود إلا في هذا الحديث، وهو ضعيف السند منكر المتن؛ كما تقدم بيانه، فلا تغتر بموقف الحافظ منه؛ فإنه خلاف ما تقتضيه القواعد العلمية الحديثية!