ورواه عبد الرزاق (٣/ ٢٣٨/ ٥٤٨٦) عن ابن جريج عن عطاء به أتم منه.
واعلم أنه حملني على كتابة هذا التحقيق في أثر عمر المذكور: أنني رأيت الشيخ مهدي حسن الشاه جهانبوري ذكر في كتابه "السيف المجلى على المحلى"(٣/ ٦٥) أن الخطبة جزء الصلاة ونصفها كما ورد في الحديث المرفوع والموقوف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ما في "كنز العمال".
فاستغربت ما ذكره من الرفع، فرجعت إلى المصدر الذي عزاه إليه:"الكنز"؛ فرأيت قد ذكر فيه (٤/ ٢٧٣/ ٥٦١٨) هذا الأثر موقوفاً على عمر من قوله من رواية عبد الرزاق وابن أبي شيبة كما خرجناه عنهما؛ فتيقنت أن الشيخ وهم في رفعه، وعزوه إلى "الكنز" مرفوعاً.
وله من مثل هذا الوهم في كتابه المذكور الشيء الكثير، ومن أقربها إلى ما نحن فيه: ما ذكره في (٣/ ٦٦) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سكت عن الخطبة حتى فرغ من صلاته؛ كما في "السنن".
كذا قال! ومن المعلوم أن المقصود من كلمة "السنن" عند الإطلاق "السنن الأربعة" أو أحدها، وليس الحديث المذكور في شيء منها مطلقاً، فإن كان الشيخ يعلم ذلك؛ فهو تدليس خبيث، وإن كان لا يعلم؛ فالأمر كما قيل: أحلاهما مر!
وإنما أخرج الحديث: الدارقطني في "سننه"(ص ١٦٩) ، وأعله بالإرسال؛ فإنه أخرجه من طريق عبيد بن محمد العبدي: حدثنا معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس قال: