فلا أدري لماذا سكت عنه الهيثمي، وأعل الحديث بما تقدم ممن لم يعرفه؟!
ثم رأيت ابن المبارك قد أخرج الحديث في "الزهد"(٤٨٤/ ١٣٧٦) ؛ قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى المديني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
فهذا يعل رواية موسى بن عبيدة المتقدمة عند أبي يعلى، ويؤكد ضعف ابن عبيدة حين أسنده عن موسى بن أبي عيسى عن أبي هريرة؛ فإن سفيان بن عيينة ثقة، وقد رواه عنه مرسلاً.
وموسى بن أبي عيسى المديني - وهو الحناط أبو هارون الغفاري -، وهو ثقة؛ لكنهم لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، ولذلك؛ ذكره الحافظ في الطبقة السادسة؛ أي: أتباع التابعين، وفيهم ذكره اب حبان في "ثقاته"(٧/ ٤٥٤) .
وعليه؛ فهو منقطع بينه وبين أبي هريرة، بل معضل.
وعمر بن هارون: هو الزرقي الأنصاري المديني؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال (٥/ ١٥٣) :
"يروي عن أبي هريرة. روى عنه يحيى بن حمزة".
كذا وقع فيه:(يحيى) ! وفي "تاريخ البخاري" و "الجرح والتعديل":
(عمر) . والله أعلم؛ وذكرا في ترجمته أنه روى عن أبيه، وزاد البخاري:
"وروى موسى بن عبيدة: حدثنا عمر بن هارون عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فلا أدري هو هذا أم لا؟ ".