والحديث؛ أورده السيوطي من رواية ابن عساكر هذه؛ فتعقبه المناوي بقوله:
"قضية تصرف المصنف أن ابن عساكر خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه، بل قال: روي بإسناد غريب عن ابن عباس رفعه، وهو منكر. اهـ. وأقره عليه الذهبي في اختصاره لـ (تاريخه) "!
قلت: ولم أر قول ابن عساكر في الموضع الذي أشرت إليه آنفاً؛ فلعله ذكر ذلك في موضع آخر.
وإن مما يؤكد نكارته: أن الحديث صح عن غير ما واحد من الصحابة مرفوعاً بنحوه دون ذكر عثمان، وهو مخرج في "المشكاة"(٥٦٠١) من حديث عبد الله ابن أبي الجدعاء.
وقد أخرجه الحاكم (٣/ ٤٠٨) - وصححه هو والذهبي -، وزاد:
قال الحسن: إنه أويس القرني.
ويخالفه ما أخرجه ابن عساكر أيضاً بسند صحيح عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ:
"ليدخلن الجنة - بشفاعة رجل من أمتي - مثل أحد الحيين: ربيعة ومضر"؛ وزاد:
فكان المشيخة يرون ذلك الرجل عثمان بن عفان.
وجملة القول: أن الحديث - باللفظ المذكور أعلاه - منكر لا يصح. والله تعالى أعلم.