بينما أبو بكر الصديق رضي الله عنه يتغدى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ نزلت هذه الآية:(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) ؛ فأمسك أبو بكر، وقال: يا رسول الله! أكل ما عملنا من سوء رأيناه؟! فقال: ... فذكره. وقال:
"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:
"قلت: مرسل".
قلت: ومع الإرسال علة أخرى؛ وهي محمد بن مسلمة الواسطي؛ فإنه واه؛ قال الذهبي:
"أتى بخبر باطل اتهم به، وقال أبو القاسم اللالكائي: ضعيف ... وساق له ابن عدي أحاديث تستنكر، وقال أبو محمد الخلال: هو ضعيف جداً".
لكن الظاهر أنه لم يتفرد به؛ فقد عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(٦/ ٣٨٠) لإسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، والحاكم، وابن مردويه عن أسماء. وكذا وقع فيه:"أسماء"؛ فصار الحديث بذلك موصولاً.
لكن الظاهر أنه سقط من الناسخ أداة الكنية:"أبي"، وساعد على ذلك أنه لم يكن في أصله وصفه بالرحبي، وإلا؛ لصار التحريف هكذا:"أسماء الرحبي"!
فإذا كان الأمر كما ذكرنا، وكان من مخرجي الحديث إسحاق بن راهويه وعبد ابن حميد - وهما من طبقة الواسطي -؛ كان ذلك دليلاً واضحاً على أنهما قد تابعاه عليه، أو على الأقل: على أنه لم يتفرد به، فالعلة حينئذ إنما هي الإرسال. والله أعلم.