بل إن أمها (منيعة) لا تعرف إلا من طريقها، ولعله لذلك لم يوردها ابن عبد البر في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، ولا الحافظ في "الإصابة".
وإنما أوردها ابن الأثير في "أسد الغابة" (٥/ ٥٤٩-٥٥٠) من رواية ابن منده - هذه - وأبي نعيم! وبمثل هذا الإسناد لا تثبت الصحبة، كما لا يخفى على أهل العلم.
وسعيد بن حميد؛ الظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين، وقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ١/ ٤١) ، فقال:
" ... الأسدي. روى عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبي اليسر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أنظر معسراً ... روى عنه عيسى بن يونس".
قلت: فالظاهر أنه هذا، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول الحال.
وأما عبد الله بن محمد الوراق البغدادي؛ فأورده الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٠/ ١٠٧) برواية ابن المنادي عنه في "كتاب الملاحم"، ولم يزد! فهو مجهول أيضاً.
وأما محمد بن محمد بن يعقوب؛ فالظاهر أنه أبو الحسين النيسابوري المعروف بـ (الحجاجي) ، وهو حافظ ثقة ثبت، له ترجمة جيدة عند الخطيب (٣/ ٢٢٣-٢٢٤) .
هذا حال الحديث من حيث إسناده.
وأما متنه؛ فهو منكر؛ لأنه مخالف لظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"لا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين". رواه البخاري وغيره؛ فإنه يدل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute