وذكر ابن عساكر - والزيادتان له - في ترجمة عامر أنه أبو بشر القنسريني! ثم أفرده بالترجمة في "الكنى"، فقال (ق ٨٠/ ١ - مصورة باريس) :
"يقال: إنه من أهل قنسرين، حدث عن عامر بن لدين الأشعري، ومكحول، وعمر بن عبد العزيز. روى عنه معاوية بن صالح الحمصي؛ وراشد بن سعد، وسعيد بن عبد العزيز. مات سنة ثلاثين ومئة في خلافة مروان بن محمد".
وإنما حكمت على الحديث بالنكارة؛ لأن ما فيه من النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم قد صح من طرق عن أبي هريرة، كنت أشرت إليها في تخريج حديثه هذا - الصحيح - في "إرواء الغليل"(رقم ٩٥٩) ؛ وليس في شيء منها ما رواه أبو بشر هذا من العيد والذكر، أضف إلى ذلك جهالته. والله أعلم.
(تنبيه) : قد أخرج الحديث: البزار في "مسنده"(١٠٦٩ - كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى: حدثنا معاوية بن صالح به؛ إلا أنه قال: عن عامر بن لدي الأشعري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.
فأسقط منه أبا هريرة، فصار السماع لابن لدين منه - صلى الله عليه وسلم -!
وقد جزم الحافظ وغيره بأنه خطأ، وأن الصواب رواية الجماعة، وأنه من مسند أبي هريرة.
وأنا أظن أن الخطأ من أسد بن موسى؛ لأنه خالف الجماعة، ولأن فيه بعض الكلام؛ كما تراه في "التهذيب". وقال الحافظ في "التقريب":