فمن غرائب المنذري التي جرى عليها في "ترغيبه": أن يصدر الأحاديث الضعيفة بلفظ: "عن" المشعر بأنه غير ضعيف، بل أنه صحيح أو حسن أو قريب منهما! ومن ذلك هذا الحديث؛ فقد صدره بـ:(عن) مع انتقاده لقول البزار فيه: "حسن"؛ كما تقدم!
فإن قيل: لعله فعل ذلك لشاهده الذي ذكره بعد أربعة أحاديث من حديث جابر مرفوعاً به مطولاً، لكن ليس فيه موضع الشاهد منه، وقال:
"رواه البيهقي، ورواه أيضاً هو وغيره من حديث ابن عمر بنحوه"!
فقد أورده السيوطي أيضاً في "الجامع الكبير" دون الشاهد، وقال:
"رواه البيهقي في "الشعب" - وضعفه -، وابن عساكر عن ابن عمر".
ولم يعزه للبيهقي عن جابر بهذا اللفظ، وإنما أورده قبل ذلك بأحاديث بلفظ:
"صلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة ... " الحديث بلفظ حديث الترجمة تماماً. وقال في تخريجه:
"رواه البيهقي في "الشعب"، والخطيب في "المتفق والمفترق" عن جابر، وفيه إبراهيم بن أبي حية؛ واه".
يعي: أنه ضعيف جداً، وعليه؛ فلا يصلح شاهداً؛ كما هو معلوم من علم المصطلح. وأنا أظن أن المنذري لما عزاه من حديث جابر للبيهقي؛ يعني: هذا اللفظ: وأما اللفظ الذي ساقه هو؛ فإنما هو لفظ حديث ابن عمر؛ فقد وجدته كذلك في "أخبار أصبهان" لأبي نعيم، وإسناده ضعيف جداً؛ كما تقدم بيانه