قالت: فأتيته بالجفنة، فكشفت عنها؛ فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلما نظرت إليها بهت وعرفت أنها بركة من الله، فحمدت الله، وصليت على نبيه، وقدمته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآه حمد الله، وقال:
"من أين لك هذا يا بنية؟! ".
قالت: يا أبت! (هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب) ! فحمد الله، وقال: ... فذكر الحديث.
فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى علي، ثم آكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكل علي، وفاطمة، وحسن، وحسين، وجميع أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأهل بيته حتى شبعوا جميعاً، قالت: وبقيت الجفنة كما هي. قالت: فأوسعت ببقيتها على جميع الجيران؛ وجعل الله فيها بركة وخيراً كثيراً.
ذكره ابن كثير في "التفسير"(١/ ٣٦٠) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف، سكت عنه ابن كثير؛ لأنه ساق إسناده، وهذه عادته وعادة المحدثين: إذا ساقوا إسناد الحديث؛ فقد برئت ذمتهم وارتفعت المسؤولية عنهم إذا كان الحديث إسناده ضعيفاً أو موضوعاً.
وقد غفل عن هذه الحقيقة العلمية من قام باختصار "تفسير ابن كثير" وغيرهم، فيتوهمون أن سكوت ابن كثير عن الحديث معناه أن الحديث ثابت عنده! وليس كذلك؛ وبخاصة إذا ساق إسناده؛ كما بينت ذلك في غير ما موضع.
وهذا الحديث من هذا القبيل؛ فإن في إسناده عبد الله بن صالح عن عبد الله