للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فحديثه قوي بهذه المتابعات الكثيرة، لا سيما وله شاهد من حديث أنس، ذكرته تحت الرقم المذكور، فالحديث بهذين اللفظين صحيح.

وأما اللفظ الأول؛ فهو منكر أو شاذ على الأقل؛ لأنه تفرد به الراسبي، وهو وإن كان وثقه أحمد وغيره؛ فقد ضعفه شيخه عبد الصمد بن عبد الوارث. وقال العقيلي:

"له غير حديث لا يتابع عليه". وقال ابن حبان:

"ربما أخطأ". وقال الدارقطني:

"يعتبر به". وقال الحاكم أبو أحمد:

"ليس بالقوي عندهم".

قلت: فهذه الأقوال تدل على أن الرجل لم يكن قوياً في حفظه، وإن كان صدوقاً في نفسه. ولذلك؛ لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد؛ كهذا الحديث. وقال الحافظ في "التقريب":

"صدوق يخطىء" (١) .

فمثله حديثه مرشح للتقوية بالشاهد والمتابعة، أو للضعف بالمخالفة كحديث الترجمة.

وبها أعله البيهقي، فقال في "شعب الإيمان" (١/ ٢٦٦-٢٦٧) - بعد أن


(١) وأما قول الذهبي في " الكاشف ": " وثقه أحمد وغيره، وضعفه من لا يعلم "!
فأظن أن في العبارة تحريفاً، وإلا؛ فكيف يجوز وصف من ضعفه بأنه لا يعلم، وفيهم جمع من أهل العلم المعروفين؟! كما يشير إلى ذلك كلام البيهقي، وسمينا من عرفنا منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>