"أقول: لا أعرف لهذا الحديث إسناداً؛ فإن كان الدكتور قد وقف عليه؛ فليذكر لنا مصدره لندرسه، وما أخاله يصح. نعم؛ ذكر ابن سيد الناس في "عيون الأثر" (١/ ٩١) عن مقاتل بن سليمان:
"وفرض الله أول الاسلام الصلاة ركعتين بالغداة، وركعتين بالعشي، ثم فرض الخمس ليلة المعراج". ثم ذكر نحوه عن الحربي (١/ ١٤٩) ، ونقل عن ابن عبد البر؛ أنه قال:
"لا يوجد هذا في أثر صحيح".
ثم أشار ابن سيد الناس (١/ ١٥٢) إلى تضعيف قول الحربي.
قلت: ومقاتل بن سليمان متروك شديد الضعف، قال الحافظ:
"كذبوه وهجروه، ورمي بالتجسيم".
قلت: فمثله لا يكون حديثه إلا موضوعاً. هذا لو وصله وأسنده، فكيف به وقد أرسله وأعضله؟!
فيا للعجب من هؤلاء الأساتذة الخمسة؛ ألم يكن فيهم رجل واحد يتنبه لهذا الخطأ الفاحش المزدوج، يحول بينهم وبين الوقوع في الكذب - لغة - على الإمام البخاري، بل وعلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟!
ومن هذا القبيل: ما وقع في كتاب "الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية" (١)(ص ٣٤) ما نصه - بعد أن ساق سورة (العصر) -:
(١) لمؤلفه الدكتور صادق أمين، وأظنه اسما مستعارا؛ لا حقيقة له ولا مسمى. ثم تبين أنه الدكتور عبد الله عزام أصلحنا الله وإياه!