ويحتمل عندي احتمالاً قوياً أن أصل الحديث الموقوف على ابن عباس؛ أخطأ في إسناده ورفعه: محمد بن جابر عن ابن أبي ليلى؛ فقد خالفه سفيان وغيره من الثقات فرووه عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به موقوفاً.
أخرجه ابن جرير في "التفسير"(١٦/ ٤٧٨ - شاكر) . ونسبه السيوطي لعبد الرزاق أيضاً، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "الشعب".
وقد رواه ابن جرير عن مجاهد أيضاً مقطوعاً. وسنده صحيح.
وكأنه تلقاه عن ابن عباس رضي الله عنه فإنه من تلامذته.
وثبت خلافه عن عمر وغيره، فروى ابن جرير (١٦/ ١٨١-١٨٢) من طريق أبي حكيمة عن أبي عثمان النهدي:
أن عمر بن الخطاب قال - وهو يطوف بالبيت ويبكي -: اللهم! إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً؛ فامحه؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة.
ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(٤/ ٦٣) في ترجمة عصمة أبي حكيمة هذا. وقد قال فيه ابن أبي حاتم (٣/ ٢/ ٢٠) عن أبيه:
"محله الصدق".
وذكره ابن حبان في "الثقات".
والظاهر أنه قد توبع؛ فقد رواه ابن جرير من طريق معتمر عن أبيه عن أبي حكيمة عن أبي عثمان، وأحسبني قد سمعته من أبي عثمان مثله.