هكذا ذكروا في "تهذيب المزي" و "تهذيبه" للعسقلاني! وهذا في نقدي من الأمور التي ينبغي أن يؤخذ على ابن حبان في كتابه هذا "الثقات"؛ فإن من كان من شأنه أن يخطىء ويخالف؛ كيف يكون ثقة؟!
إن وصفه إياه بهاتين الصفتين يجعله بكتابه "الضعفاء" أليق من كتابه "الثقات"، كما لا يخفى على أولي النهى! ولذلك؛ جزم الحافظ في "التقريب" بضعف عبد الكريم هذا. وقال الذهبي في "الكاشف":
"فيه لين".
ولذلك؛ فإنه لم يحسن صنعاً حين نقل قول ابن حبان السابق دون أن يعزوه إلى كتابه "الثقات"، وتبعه على ذلك الخزرجي في "الخلاصة"؛ لأن هذا الصنيع يوهم من لا علم عنده أنه قال ذلك في كتابه "الضعفاء"؛ لما ذكرته آنفاً. وقد أورد فيه ابن حبان جماعة من الضعفاء؛ لقوله فيهم:"كان يخطىء" ونحوه. فانظر مثلاً ترجمة إسحاق بن إبراهيم (١/ ١٣٤) ، وأيمن بن نابل (١/ ١٨٣) ، وثابت بن زهير (١/ ٢٠٦) ، والصباح بن يحيى (١/ ٣٧٧) ؛ بل قال في جعفر ابن الحارث أبي الأشهب (١/ ٢١٢) :
"كان يخطىء في الشيء بعد الشيء، ولم يكثر خطؤه حتى يصير من المجروحين في الحقيقة؛ ولكنه ممن لا يحتج به إذا انفرد، وهو من الثقات يقرب".
وذكر نحوه في آخرين؛ فانظر (١/ ٢٦٠،٢٦٢، ٣٥٣) .
ومما لا يرتاب فيه عارف بهذا الفن: أن قوله في الراوي: