"كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهماً، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار".
فإن قيل: فكيف روى له هذا الحديث في "الصحيح"؟!
فأقول: الظاهر - والله أعلم - أنه توهم أنه غير نفيع هذا، ومع ذلك؛ فإنه لم يورده في التابعين من "الثقات"؛ بخلاف ما فعله في الراوي عنه: زياد بن المنذر، كما يأتي.
والآخر: زياد بن المنذر - وهو أبو الجارود الثقفي -؛ قال الحافظ:
"رافضي، كذبه يحيى بن معين".
قلت: وأورده ابن حبان أيضاً في "الضعفاء"، وقال:
"كان رافضياً، يضع الحديث في مثالب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويروي في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصول، لا تحل كتابة حديثه". قال الحافظ عقبه في "التهذيب":
"قلت: وفي "الثقات" لابن حبان: "زياد بن المنذر. روى عن نافع بن الحارث، وعنه يونس بن بكير". فهو هو، غفل عنه ابن حبان".
قلت: وفي "الميزان" ترجمة أخرى؛ قال عقب (ابن المنذر) المتقدم:
"زياد بن المنذر، أبو حازم، شيعي، ضعفه أبو حاتم، ولم يذكره ولده عبد الرحمن في كتابه".