الرابع: الشيخ عبد الله الغماري في كتابه الذي أسماه " الكنز الثمين "،
وأدعى أن كل ما فيه من الأحاديث صحيح ثابت! كما تقدم بيانه في الحديث
الذي قبله، واستدللت به على أنها مجرد دعوى، وهذا الحديث دليل آخر، وما
أكثر الأدلة على ذلك؛ فإنه قلد المنذري في خطئه الذي سبق بيانه، وإليك
البيان:
أولا: أورد الحديث في كتابه (٨٣٢) على أنه صحيح! وهو موضوع؛ فيه ذاك
المتهم بالكذب.
ثانيا: الحديث؛ ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وكذا " الكبير " برواية
(ت ك) ؛ أي: الترمذي والحاكم. فعدل هو عنهما، فعزاه ل (هب والبغوي) ؛
اغترارا منه بقول المنذري:
" ولكن رواه البيهقي والبغوي. . . وقال: حديث حسن ".
وجهل أن هذا الاستدراك خطأ من المنذري، وأن المذكورين لم يخرجا الحديث
بتمامه، وإنما الشطر الثاني منه، وهو الذي قال فيه البغوي: " حديث حسن "؛
كما سبق تحقيقه بالأرقام!
وهذا شؤم التقليد الذي يدعي هو وإخوته محاربته، ويجعل نفسه إماما في
العلم بمعرفة تصحيح الحديث وتحسينه الوارد في " معجم الطبراني " وغيره كما
أشار إلى ذلك في مقدمة الكتاب (ص ف) ! وصرح فيها أنه ألفه غريبا عن أهله
وبعيدا عن كتبه، معتمدا على فضل الله - وفيه غناء (!) - ثم على ما جادت به
ذاكرته. .! فليصدق من شاء! مع أنه يصرح أنه جرده من " الجامع الصغير " إلا
قليلا! ولئن صدق فيما قال؛ فهو دليل صريح على أنه لم يحقق أحاديث