و " الترغيب " أحيانا، ولذلك؛ نراه يخطئ بخطئهما، ويقلدهما تقليدا أعمى،
وإن كان يتظاهر بمحاربة التقليد مطلقا، وهذا ما أصابه في هذا الحديث نفسه؛ فإنه
نقله عن " الترغيب " (٤ / ٩٤) ؛ فإنه قال فيه:
" رواه الطبراني، ورواته محتج بهم في (الصحيح) "!
وصدره مع ذلك بصيغة (عن) التي ليست عنده نصا في التحسين؛ بله
التصحيح، كما كنت فصلت ذلك في مقدمة " صحيح الترغيب "! ولعل الغماري
يعلم ذلك، وأما أن قوله: " رواته ثقات "، أو: " محتج بهم في (الصحيح) " لا
يكفي في صحة الحديث؛ فهو على علم به؛ لأنه نبه عليه في المسألة الرابعة من
المقدمة (ص ن) ، فكيف جاز له أن يعتمد على المنذري، فيورد الحديث فيما زعم
أن كل أحاديثه صحيحة؟ !
وليس هذا فقط! بل اغتر أيضا بإطلاق المنذري العزو للطبراني، الموهم أنه
يعني (المعجم الكبير) - وكثيرا ما يفعل ذلك كما نبهت عليه في المقدمة
المشار إليها آنفا، وذلك من مساوئ كتابه التي لا يعلمها جماهير المتأخرين
المستفيدين من كتابه كالغماري هذا -؛ فإن الحديث إنما رواه الطبراني في " الأوسط " فحسب!
لكن جملة (الطمرين) لها شواهد، كنت ذكرتها تحت هذا الحديث في
" الصحيحة " (٢٦٤٢) ؛ غير متنبه إلى أنه بحاجة إلى شواهد لسائره، فلما
تنبهت لهذا ولم أجدها؛ رأيت لزاما علي أن أودعه هنا. وأن أستثني من الضعف
الجملة المشار إليها. والله هو الهادي.