" حافظ عالم يخطئ. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صدوق شديد في
السنة، كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: في حديثه
خطأ كثير ". وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق سيئ الحفظ ".
وقد أعتمد قول أبي حاتم المتقدم الذهبي نفسه في " الكاشف "، ثم أتبعه
ببيان سبب كثرة خطئه فقال:
" وقيل: دفن كتبه، وحدث حفظا؛ فغلط ".
قلت: فمثله لا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟ ! فقد جاء بإسناد
آخر حسن مختصرا بلفظ:
" ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم في الجنة ".
أخرجه ابن حبان وغيره، وسبق تخريجه في " الصحيحة " (٦٠٣) .
ثم إن الحديث يخالف بظاهره ما جاء في عدة أحاديث صحيحة: إن نبينا
صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة، وأن أولاد الآباء يأبون أن يدخلوا الجنة إلا وأبائهم
معهم، فيدخلون جميعا.
فهذا من شؤم الأحاديث الضعيفة التي يحلو لبعضهم أن يملؤوا بها كتبهم دون
تحقيق وبصيرة؛ كالشيخ الغماري؛ فإنه أورد الحديث هذا في " كنزه " (١٢٧٨)
موهما القراء بصحته! وزاد ضغثا على أبالة أن عزاه ل (حب) ؛ أي: ابن حبان،
وهو لم يروه إلا مختصرا من الطريق الأخرى كما ذكرت آنفا! ومثله في الوهم عزو
السيوطي في " الجامعين " ل (حم) ؛ أي: مسند أحمد؛ فإنه لم يروه إلا بلفظ ابن