أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضَاً (٧٦٠٢) و «مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ» أيْضََاً (ص٦٥٥) مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عنْهُ.
قُلْتُ: وَهَذِهِ مُتَابَعَةٌ وَاهِيَةٌ، لا تُغْنِي وَلا تُسْمِنُ مِنْ جُوعٍ، فَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا هُوَ الْوَقَّاصِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ فِي الضَّعْفِ مِثْلُ الْوَجِيهِيِّ، فَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى تَضْعِيفِهِ، بَلْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: «لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، كَانَ يَكْذِبُ» .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «متروكُ الْحَدِيثِ، ذَاهٍبُ الْحَدِيثِ» .
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «كَانَ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ» .
وَبِهِ أَعَلَّهُ الْهَيْثَمِيُّ، فَقَالَ فِي «الْمَجْمَعِ» (٢ / ٣١٨) : «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ: عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ» .
وَفَاتَهُ أَنَّهُ مُتَابِعٌ لِلْوَجِيهِيِّ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ نَفْسَهُ كَمَا تَقَدَّمَ، فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ إِنَّ الرَّاوِي عَنْ الْوَقَّاصِيِّ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، وَهُوَ الْمَدَنِيُّ، لَمْ يُوَثِّقْهُ إِلَاّ ابْنُ حِبَّانَ، وَهُوَ عِنْدَ الْحَافِظِ: مَقْبُولٌ، وَهُوَ غَيْرُ الْمَدَنِيِّ الْمُؤَذِّنِ، فهَذَا فِِيهِ لِيْنٌ.
وَالْحَدِيثُ أَوْرَدَهُ الْحَافِظُ فِي «تَخْرِيْجِ الْمُخْتَصَرِ» (ق٧٦ / ١) مِنْ رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ رِوَايَةِ الْوَقَّاصِيِّ فقط، وقَالَ:
«وَهُوَ مَتْرُوكٌ» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute