بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ مَعَنَا، إذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، كَأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ أَمْرَاً، فَقَالَ:. . . . . . . . فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، أَوْرَدَهُ السُّيُوطِيُّ فِي «ذَيْلِ الأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ»
(ص٩٣. هِنْدَيَّةُ) مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ، وَقَالَ:
«مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ كَذَّابٌ. وَالرَّاوِي عَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ الْخُرَاسَانِيُّ عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ كَذَّابٌ وَضَّاعٌ أَيْضَاً. فَالَ الرَّافِعِيُّ:
وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي حَاتِمٍ أنه أَوْرَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ يرفعه إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قال:
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ. . . . . . .» .
قُلْتُ: فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، ثُمَّ قَالَ السُّيُوطِيُّ:
«هَذَا الإِسْنَادُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَبَيْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا يُتَابعُ عَلَى حَدِيثِهِ، عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَثِيْرُ الْغَلَطِ، وَاسِعُ الوَهْمِ» .
قُلْتُ: بَقِيَ عَلَيْهِ أَنْ يَحُطَّ عَلَى هِشَامٍ هَذَا، فَقَدْ أَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الضُّعَفَاءِ» (٣ / ٩٠) ، وَتَبِعَهُ الذَّهَبِيُّ، فَقَالَ فِي «ضُعَفَائِهِ» (ص٧١١ / ٦٧٥٤) :
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَثُرَتْ مُخَالَفَتُهُ للأثبات، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ. ثُمَّ رَوَى لَهُ حَدِيثَيْنِ أَرَاهُمَا مَوْضُوعَيْنِ، أَحَدَهُمَا عَنْ ابْنِ أَبِي ذئبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: