" عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام "؛ بل إن هذا الأخير أورده في كتابه الآخر الذي سماه بـ " الكنز الثمين " برقم (٣٢٤٥) الذي جرده من الأحاديث الضعيفة بزعمه! وكل ذلك إنما يقع من الجهل بهذا العلم الشريف أو إهمال التحقيق فيه! وإلا؛ فهل يخفى على المحقق الناظر في هذا السند أنه لا يصح، وذلك من ناحيتين:
الأولى: عنعنة ابن إسحاق؛ فإنه مدلس مشهور بذلك.
والأخرى: جهالة عطاء مولى أم صبية؛ فإن الذهبي نفسه قد أورده في " الميزان " وقال: " لا يعرف، تفرد عنه المقبري ". ونحوه قول الحافظ في " التقريب ":
" مقبول ". يعني: عند المتابعة؟ !
وقد وجدت له متابعا على بعضه - بسند لا بأس به - خرجته في " الصحيحة "(٢٧٣٣) ، ولم أذكره هنا؛ لأنه ليس فيه موضع الشاهد منه، وهو قول أبي هريرة:
إن رأيتموه؛ فقولوا: أبو هريرة يُقْرِئُك السلام.
وبالجملة؛ فهذه الطرق الأربعة عن أبي هريرة - وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف؛ فإن - مجموعها يعطي لما اتفقت عليه من متونها قوة وصحة لا ريب فيها، فهي صالحة لترجيح أن حديث الترجمة موقوف غير مرفوع، وقد خفي هذا التحقيق على الغماري، فاغتر في كتابيه المشار إليهما اَنفأ (ص ٣٤، ٩٣) بقول الهيثمي: " رجال إسناده رجال (الصحيح) !