أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت؛ إلا إذا دعا لقوم، أو دعا على قوم.
فاختلفت الأحاديث عن أنس واضطربت فلا يقوم بمثل هذا حجة.
قلت: ويعكر أيضاً على حديث الترجمة وما في معناه: ما أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير)(١ / ٢٤٥ / ٦٩٣) من طريق غالب من فرقد الطحان قال:
كنت عند أنس بن مالك شهرين، فلم يقنت في صلاة الغداة.
وغالب هذا؛ لم أجد من ترجمه، وكذا قال الهيثمي (٢ / ١٤٧) في حديث آخر له عن أنس.
وأما قول المعلق على (نصب الراية)(٢ / ١٣٢) :
(وقال النيموي: إسناده حسن) !
فهو تحسينٌ انتصاراً لمذهبه الحنفي؛ نكاية بمخالفيه الذين انتصروا لمذهبهم الشافعي بتصحيح حديث الترجمة، وهكذا يضيع الحق بسبب التعصب المذهبي؛ والله تعالى هو المحمود على أن عافانا منه، ورزقنا حب السنة ونصرتها، والتعصُّب لها وحدها، فلله الشكر على ما أعطى، وأسأله المزيد من فضله في الآخرة والأولى.
وجملة القول: أن حديث الترجمة منكر لا يصح؛ لأنه ليس له طريق تقوم به الحجة، بل بعضها أشد ضعفاً من بعض، ثم هو إلى ذلك مخالف لما رواه الثقات عن أنس:
(أنه صلى الله عليه وسلم قنت في الصبح شهراً) . كما تقدم. ولفظ ابن خزيمة: