وإلى أن يتبين لنا حال رواية الطبراني هذه، نتوقف عن الحكم على هذا
الإسناد بصحة أو ضعف.
ثم وقفت - والحمد لله - على رواية الطبراني، ساقها السيوطي في " اللآلي "
(١ / ٤٤) : قال الطبراني: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه: حدثنا أبي:
وأنبأنا يحيى بن أليمان: حدثنا سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه
عن مسروق قال: سمعت عبد الله بن عمرو فذكره. . . مرفوعاً بلفظ:
" لا يضر مع الإسلام ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل ".
وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " (/ ١٠٨) من طريق أخرى عن إسحاق
به. وقال:
" تفرد به يحيى بن عمان، وقال غير يحيى: نزل رجل على مسروق فقال:
سمعت عبد الله بن عمر [و] يقول. . . ".
قلت: يشير إلى رواية أبي نعيم ومن تابعه عند أحمد وغيره. وهو يريد بذلك
إعلال رواية يحيى المصرحة بسماع مسروق للحديث من جهة، وبإسقاطه ذكر
الرجل من جهة أخرى، وكذلك فعل الطبراني؛ فقال - كما في " اللآلي " -:
" هكذا رواه يحيى بن اليمان، وخالفه الناس؛ حدثنا علي بن عبد العزيز:
حدثنا أبو نعيم. . . ".
قلت: فساقه كما تقدم في رواية أحمد.
وفي إعلال الطبراني وصاحبه أبي نعيم الأصبهاني لرواية يحيى بن اليمان
بمخالفته لرواية أبي نعيم - واسمه الفضل بن دكين - دليل قاطع على أنهما يفهمان