والأمثلة غيرها كثيرة يجدها من يتتبعها. وفيما ذكرنا كفاية.
وبالجملة؛ فهانئ هذا مجهول؛ كما قال ابن المديني، ولم نجد ما يصلح حجة لتوثيقه، وبالتالي لتحسين حديثه، بل وجدنا ابن سعد قد قال في ((الطبقات)) (٦ / ٢٢٣) بعد قوله المتقدم نقله عن ((التهذيب)) قال:
((وكان منكر الحديث)) .
وهذه فائدة هامة تلحق بكلام ابن سعد؛ فإنها سقطت من ((التهذيب)) . والله أعلم.
ثم إن مما يلفت النظر: أن الطبري مع تصريحه بصحة سند هذا الحديث عنده قد أعله بخمس علل لم يُجِبْْ عن شئ منها، أقواها قوله:
((والخامسة: أن هانئ بن هانئ مجهول، ولا تثبت الحجةفي الدين إلا بنقل العدول المعروفين بالعدالة))
فمع تسليمه بجهالة هانئ، فلا أدري كيف يلتقي ذلك مع تصحيحه لإسناده!
وقد أشار إلى هذا محققه الفاضل محمود محمد شاكر؛ فإنه قال بعد أن أشار إلى إعلال ابن جرير بما أشرنا إليه:
((ولكنه لم يأتي بحجة في تصحيح إسناده)) .
قلت: وذلك ما يكثر منه حتى ألقي في النفس أنه من المتساهلين. س