((وفي كون الركعتين قبل الخطبة)) ؛ غير مسلم؛ لأمرين:
الأول: أنه خلاف المحفوظ في حديث عبد الله بن زيد المازني وغيره من الأحاديث الثابتة؛ كما تقدم بيانه قبل حديث.
والآخر: قوله في حديث ابن عباس من الطريق الحسن:
((جلس على المنبر, فلم يخطب كخطبتكم. . .)) ؛ فهو بمفهومه يشعر بأنه خطب على المنبر؛ ولكن ليس كالخطب المعتادة, ولذلك؛ قال أبو الحسن السندي في ((حاشية ابن ماجه)) : ((أي: بل كان جل خطبته الدعاء والاستغفار والتضرع)) .
قلت: فإذا كان في حديث ابن عباس الحسن خطبة؛ فقد كانت قبل الصلاة وفق الأحاديث الأخرى, فسقط قول العيني المذكور. والله اعلم.
وبالجملة؛ فإسناد الحديث ضعيف جدًا, ومتنه منكر, لخلوه من شاهد معتبر.
والله ولي التوفيق.
وقد عارضه الحديث الآتي بعده.
وله شاهد من حديث أنس بنحوه أطول منه؛ إلا أنه لم يذكر التكبيرات, وقدم الصلاة, وأخر قلب الرداء, مع زيادات كثيرة؛ فقال:((وقلب رداءه - قال: لكي ينقلب القحط إلى الخصب - , ثم جثا على ركبتيه, ورفع يديه, وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي, ثم قال: ((اللهم! اسقنا. . .)) . فذكر دعاءً طويلاً, ثم قال: