للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" وهما ضعيفان "!

مِمَّا لا يخفى ما فيه من التساهل وسوء التعبير المؤدي لغيره أو لمن وقف على

كلامه أن يقتصر على تضعيف الحديث، وهو أسوأ من ذلك كما بينا، وهذا ما وقع

لأبي الحسن السندي؛ فقال في حاشيته على ابن ماجه عقب قول البوصيري

المذكور:

" قلت: وذكر البخاري في " صحيحه ": قال الحسن البصري: نُهُوا أن يحملوا

السلاح يوم عيد إلا أن يخافوا عدواً، وذكر حديث ابن عمر أنه قال للحَجَّاج:

حملتَ السلاحَ في يوم لم يكن يُحْمَل فيه.

وقال العيني فيا شرح البخاري ": " وروى عبد الرزاق بإسناد مرسل قال:

نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخرجوا بالسلاح يوم العيد " (١) .

وهذا يدل على أن للحديث أصلاً، وإن كان هذا الإسناد ضعيفاً "!

فأقول: فتأمل كيف اقتصر السندي على تضعيف الإسناد وهو شديد الضعف

كما عرفت، ومثله لا يتقوى بمرسل الحسن الذي علقه البخاري لو صح إسناده،

فكيف وهو غير معروف كما يشعر بذلك كلام الحافظ في " الفتح " - وقد كنت

نقلته في تعليقي على " مختصر البخاري " (١ / ٢٣٦ - طبع المكتب الإسلامي) -؟ !

وكذلك لا يتقوى بمرسل عبد الرزاق؛ لأن في إسناده (٣ / ٢٨٩) جويبراً -

وهو ابن سعيد الأسدي -، وهو ضعيف جداً؛ كما قال الحافظ أيضاً.


(١) انظر " عمدة القاري " (٦ / ٢٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>