سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن عائشة قالت:
كان في حجري جارية من الأنصار فزوجتها، قالت: فدخل علي رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرسها، فلم يسمع غناء ولا لعباً، فقال:
" يا عائشة! هل غَنَّيْتُمْ عليها؟ أَوَلا تغنون عليها؟ ثم قال:. . . فذكره ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات معرفون؛ غير إسحاق بن سهل بن
أبي حثمة، فهو مجهول لا يعرف إلا برواية التيمي هذه عنه. كذلك أخرجه
البخاري في " التاريخ " (١ / ١ / ٣٩٠) من ثلاثة طرق عن ابن إسحاق به؛ إلا
أنه لم يسق لفظه. وكذلك أورده ابن حبان في " الثقات " (٤ / ٢٢) من رواية
القيمي عنه. ووقع في " الجرح والتعديل " (١ / ١ / ٢٢٣) :
" روى عن أبيه عن عائشة، روى عنه محمد بن إسحاق ".
فجعل محمد بن إسحاق مكان التيمي! وهو وهم محض؛ فإن ابن إسحاق
بينه وبين إسحاق بن سهل التيمي محمد بن الحارث؛ كما ترى في الإسناد وعند
البخاري وابن حبان.
واعلم أن أحمد لم يذكر لفظة: " الغناء "؛ لا في كلام عائشة، ولا في
الحديث المرفوع. أما الأول؛ فوقع فيه:
" فلم يسمع لعباً " فقط. وأما الآخر؛ فقال:
" يحبون كذا وكذا ". كأنه يكني عن الغناء واللعب.
ويغلب على ظني أن هذا وما قبله من تصرف الإمام أحمد؛ إشارة منه إلى