للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبقواعد الإيمان؛ تزلزل توحيده، وطمع فيه الشيطان، وادعى الوصول،

وبقي على مزلة قدم، وربما تزندق وقال: أنا هو! نعوذ بالله من النفس

الأمارة، ومن الهوى، ونسأل الله أن يحفظ علينا إيماننا. آمين» .

قلت: فأخشى ما أخشاه أن يكون هذا الحديث من آثار خلوته، فإنه لا وجود

له في شيء من دواوين الإسلام، وعن شيخه وشيخ شيخه اللذين لا ذكر لهم

في كتب الرجال! أقول هذا، وإن كان الذهبي قدم قب هذا النقد عن (

شيرويه) أنه وثقه. فإني أعتقد أن توثيق المتأخرين ليس في القوة

والتحري كتوثيق المتقدمين، لا سيما إذا كان مثل (شيرويه) هذا؛ فإن

كتابه «الفردوس» يدل على أنه كان حاطب ليل جمع فيه من الأحاديث الشيء

الكثير جداً مما لا سنام له ولا خطام، وفيها كثير من الموضوعات من

رواية الكذابين والوضاعين والمتروكين كما يعلم ذلك من تتبعها في كتاب

ابنه «مسند الفردوس» ؛ فضلاً عن روايته أحاديث تفرد بروايتها

المجهولون كهذا الحديث.

وإن مما يؤكد لك شهادتي هذه أنه ذكر في مقدمة «فردوسه» (ص ٧) أنه

نقلها من بعض الصحف المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كـ «صحيفة

علي بن موسى الرضا» و (أبان بن أبي عياش) ! وهي من الموضوعات.

وأغرب من ذلك: أنه أنكر على أهل بلده أنهم جهلوا الصحيح والضعيف!

فإذا هو واقع في المنكر نفسه! والله المستعان.

ثم رأيت الذهبي ألمح إلى شيء مما ذكرت؛ فقال في ترجمة شيرويه - هذا

الديلمي - في «تذكرة الحفاظ» و «السير» (١٩ / ٢٩٥) - واللفظ له،

بعد أن وصفه بـ «المحدث العالم الحافظ المؤرخ» -:

<<  <  ج: ص:  >  >>