وقد خالفه حمزة الزيات فقال: حدثني حمران بن أعين:
جاء رجل من أهل البادية إلى النبي صلى الله عليه وسلم. . . فذكر نحوه. كذا قال، لم يجاوز
حمران، فأعضله!
كذا رواه ابن عدي في " الكامل " (٢ / ٤٣٦ - ٤٣٧ و ٤٣٧) . أورده في
ترجمة حمران هذا، وساق له أحاديث أخرى، ثم قال:
" وله غير ما ذكرت، وليس بالكثير، ولم أر له حديثاً منكراً جداً فيسقط من
أجله، وهو غريب الحديث؛ ممن يكتب حديثه ".
وحمزة الزيات؛ هو ابن حبيب القارئ، وهو ثقة من رجال مسلم؛ لكن قال
الحافظ في " التقريب ":
" صدوق زاهد، ربما وهم ".
قلت: فلا أدري إذا كان الإعمال المشار إليه من وهمه، أو من وهم حمران
نفسه كما يترجح عندي؛ فكان تارة يسنده، وتارة يعضله؛ الأمر الذي يؤكد
ضعفه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه) : تقدم أن الحاكم صححه على شرط الشيخين. فأخشى أن يكون
قوله: " على شرط الشيخين " مقحمة من بعض النساخ؛ لأن الذهبي لم يحك
عنه في " تلخيصه " سوى قوله: " صحيح "، ثم رده كما تقدم. هذا أولاً.
وثانياً: وقع عنده: (. . . أبي الأسود) ، فأخشى أيضاً أن يكون سقط من
الناسخ (أبي حرب بن) ؛ لأنهم لم يذكروا لحمران رواية إلا عن أبي حرب بن أبي
الأ سود. والله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute