وأنا أوافق على نكارة الحديث، ولكن ليس علة الحديث ابن وهب أيضاً، لأنه قد توبع عند الأولين من دحيم، وهو رواية لابن عدي!
فالأقرب ما أعله به أبو حاتم الرازي، فقال ابنه في " المراسيل "(ص ١٣٦) :
" سألت أبي عن حديث يرويه نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء. . . فذكر الحديث؟ قال أبي:
نصر بن علقمة عن جبير بن نفير، مرسل. وهو في موضع آخر: نصر بن علقمة، لم يدرك جبير بن نفير ".
قلت: فالعلة القادحة إنما هي الانقطاع بشهادة هذا الإمام الرازي.
ويمكن أن تكون العلة أو الانقطاع من الوليد، فإنه موصوف بأنه كان يدلس تدليس التسوية، فمن المحتمل أن يكون هو الذي أسقط الواسطة بين نصر وجبير، أو من بين آخرين غيرهما. والله أعلم.
وبالجملة، فالحديث كما قال ابن كثير في مكان آخر من " بدايته "(٢ / ١٠٠) :
" وهذا حديث غريب جداً، وإن صححه ابن حبان ".
وأما قول الهيثمي (١ / ١٩٢) :
" رواه الطبراني، ورجاله موثوقون ".
فهو مما لا يروي ولا يشفي كغالب عادته! وقد فاته أنه رواه البزار أيضاً (١ / ١٢٢ - ١٢٣ - الكشف) وقال: