وعليه يدل قول البخاري المتقدم، فهو متروك. والله أعلم.
ويحيى بن يعلى الأسلمي؛ ضعيف بالاتفاق، فهو آفة هذا الأثر إن لم يكن الراوي عنه.
واعلم أن إيرادي لهذا الأثر في هذه ((السلسلة)) - وإن كان ليس من شرطي، فقد وجدت نفسي مضطراً لتخريجه والكشف عن وهائه -؛ لأنني رأيت بعض العلماء من المفسرين وغيرهم قد ساقوه مساق المسلمات؛ كالقرطبي في ((جامعه)) (١٠ / ٢٨٩) ، والشوكاني في ((فتح القدير)) (٣ / ٢٣٣) ، والآلوسي في ((روح المعاني)) (١٤ / ١١٩) ! وفسروا به قوله تعالى لإبليس الرجيم في سورة الإسراء: {. . . وشاركهم في الأموال والأولاد} بل وكذلك الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (٩ / ٢٢٩) لما ذكر اختلاف العلماء في تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم -:
((لم يضره شيطان أبداً)) ؛ في دعاء إتيان الرجل أهله (١) ، فكان آخر ما ذكر منها قوله:
((وقيل: لم يضره بمشاركة أبيه في جماع؛ أمه كما جاء عن مجاهد. . . (فذكره. وقال) : ولعل هذا أقرب الأجوبة)) !
فأقول: قوله: ((كما جاء. . .)) بصيغة الجزم؛ يخالف حال إسناده! فكان الواجب على الحافظ أن يشير إلى ذلك بقوله:((كما روي)) ؛ كما هو المقرر في المصطلح، وكما هي عادته الغالبة، ولكن غلبته طبيعة كل إنسان، والكمال لله وحده.
متفق عليه من حديث ابن عباس، وهو مخرج في ((الإرواء)) (٢٠١٢) .