((ولم يبين الله الفتنة ما هي، ولا الجسد الذي ألقاه على كرسي سليمان، وأقرب ما قيل فيه: أن المراد بالفتنة كونه لم يستثن في الحديث الذي قال: ((لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، كل واحدة تأتي بفارس مجاهد في سبيل الله. ولم يقل: إن شاء الله. فطاف عليهن، فلم تحمل إلا امرأة واحدة وجاءته بشق رجل. . .)) فالمراد بقوله: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً} ؛ هو هذا، والجسد الملقى هو المولود: شق رجل)) .
وهو الذي استظهره الآلوسي وغيره؛ كالشيخ الشنقيطي - رحمه الله - في
((أضواء البيان)) (٤ / ٧٧ و ٧ / ٣٤ - ٣٥) ، وقال بعد أن أشار إلى القصة:
((لا يخفى أنه باطل لا أصل له. . . يوضح بطلانه قوله تعالى:{إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} ، واعتراف الشيطان بذلك في قوله:{إلا عبادك منهم المخلصين} )) .
(تنبيه) : لقد ذكر البغوي في ((تفسيره)) (٤ / ٦٤) حديث الترجمة بنحوه بقوله:
((وروي عن سعيد بن المسيب قال: احتجب سليمان عن الناس ثلاثة أيام. . . (الحديث وفيه:) وذكر حديث الخاتم وأخذ الشيطان إياه كما روينا)) .
فعلق عليه المعلقان اللذان غررا بطلاب العلم بتسويد اسميهما على هذه الطبعة الجديدة من ((التفسير)) بطبعهما تحت اسم المؤلف ((إعداد وتحقيق خالد عبد الرحمن العك. مروان سوار)) ! فقالا: