قلت: واقتصاره على ذكر توثيق ابن حبان قد يشعر أنه لم يوثقه من هو أعلى طبقة وأرضى علماً! وليس كذلك؛ فقد وثقه ابن معين في رواية، وابن عمار الموصلي، وقال أحمد: ما أرى به بأساً. وضعفه آخرون. فهو حسن الحديث اذا لم يخالف.
هذا؛ وقال البيهقي عقب حديث الترجمة.
((وروينا عن مجاهد أنه قال: تحريك الرجل إصبعه في الجلوس في الصلاة مقمعة للشيطان)) .
فلعل هذا أصل الحديث، أخطأ الواقدي فرفعه، إن لم يتعمده. والله سبحانه وتعالى أعلم.
والتحريك ثابت في حديث وائل بن حجر من فعله - صلى الله عليه وسلم - في ((السنن)) و ((صحيح ابن خزيمة)) و ((ابن حبان)) وغيرهما، وهو مخرج في ((صفة الصلاة)) ؛ وغيره بلفظ:
((فرأيته يحركها يدعو بها)) .
وأما قول البيهقي:
ويحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة فيها، لا تكرير تحريكها، فيكون موافقاً لرواية ابن الزبير. والله تعالى أعلم)) .
قلت: هذا الاحتمال غير متبادر، وحديث ابن الزبير:
((. . . لا يحركها)) ؛ منكر، أو شاذ - على الأقل -، كما هو مبين في غير موضع.