قلت: وسكت عنه! فأساء؛ لأن أبا هدبة مشهور بأنه كذاب وضاع، وبخاصة أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات من ثلاثة طرق - هذه أولها -، وقال:
((هذا حديث لا يصح، والمتهم به إبراهيم بن هدبة، قال ابن عدي: حدث عن أنس بالبواطيل. وقال ابن حبان: دجال من الدجالين، يضع على أنس. . .)) .
وأقره السيوطي في ((اللآلي)) (٢ / ١٠٣) ، وقال:
((ابن هدبة كذاب)) .
والطريق الثاني: عن عبد السلام بن عبد الله المذحجي: حدثنا أبو عمروعن أنس به.
أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (٣ / ٦٨) ، ومن طريقه ابن الجوزي. وقال العقيلي - وأقره ابن الجوزي -:
((إسناد مجهول، [وحديث] غير محفوظ)) . وقال الذهبي في (الميزان)) :
((عبد السلام؛ لا يدرى من هو، ولا شيخه)) .
وسقطت هذه الترجمة من ((اللسان)) ، وليس لها ذكر في ((التهذيب)) .
وأما الطريق الثالث: فهو من رواية نافع بن عبد الله عن أنس به.
أخرجه ابن عدي في ترجمة نافع السلمي أبي هرمز (٧ / ٢٥١٣) بسند صحيح عنه. فهو آفته، وقد عرفت أنه متروك متهم من الحديث الذي قبله، وقال ابن الجوزي - ووافقه السيوطي -: