جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! خادمك أنس، فادع له وهو كيس، وهو عار يا رسول الله! فإن رأيت أن تكسوه رازقتين يستتر بهما! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره. وزاد في آخره:
" اللهم! لا عيش إلا عيش الآخرة، اغفر للأنصار والمهاجرة ". وقال:
" ابن عمارة؛ ضعيف، وله شاهد من حديث شداد بن أوس في بعض ألفاظه ".
قلت: لي على ذلك ملاحظتان:
الأولى: أن قوله: " في بعض ألفاظه "، ليس كما ينبغى، والصواب أن يقال:" وللجملة الأولى منه. . . ".
والأخرى: أن هذا الشاهد في نفسه ضعيف؛ كما هو مبين في " الروض النضير "، فلا ينفع حديث الترجمة ولا يعطيه قوة؛ لأنه أشد ضعفا من هذا، وإعلاله بابن عمارة فقط تقصير ظاهر؛ فإن الراوي عنه محمد بن يونس أسوأ حالا منه؛ لأنه مشهور بالوضع؛ كما تقدم في الذي قبله.
وخفي هذا على المناوي؛ فقلد البيهقي في الاقتصار المذكور، وزاد عطفا على تضعيف البيهقي؛ فقال:
" وممن ضعفه أبو حاتم وغيره ".
وكنت أثبته في ذلك لما خرجت " ضعيف الجامع الصغير "، فاقتصرت فيه على تضعيفه، والآن بدا لي - وقد وقفت على سنده - أن في ذلك تساهلا ظاهرا
لحال الكديمي؛ إلا أن يكون وقف له على متابع، وذلك مما أستبعده، والله أعلم.