" تهذيبه "، فإذا صح ما ذكره الطبراني، فتكون علة الحديث رواية الوليد عن الأوزاعي عن القاسم معنعنا.
ذلك؛ لأن الوليد بن مسلم - مع كونه ثقة؛ فقد - كان له مذهب عجيب في التدليس عن الأوزاعي، كما تراه مبسوطا في ترجمته، أعني: تدليس التسوية؛ فقد كان يروي عن الأوزاعي ما روى هذا عن بعض الضعفاء عن بعض الثقات، فيسقط الوليد الضعيف الذي بين الأوزاعي والثقة، فيظهر الإسناد سالما من العلة! قال أبو مسهر:
" كان الوليد بن مسلم يحدث حديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها
وله في تبرير ذلك جواب عجيب، فانظره في " التهذيب " إن شئت.
والخلاصة: أن في هذا الإسناد علة قادحة، وهي العنعنة.
وفيه علة أخرى: وهي جهالة محمد بن مسمع الصفار؛ فإني لم أجد له ترجمة، وقد أشار إلى ذلك الهيثمي بقوله في " المجمع " (٧ / ١٤٢) :
" رواه الطبراني بإسنادين: في أحدهما جعفر بن الزبير؛ وهو ضعيف، وفي الآخر من لم أعرنه ".
وقد فاتته العلة الأولى في هذا الإسناد الثاني.
وثمة علة ثالثة: وهي الوقف؛ كما تقدم في كلام ابن كثير؛ فقد أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (١٦٠) ، وابن جرير - أيضا - من طريق حريز بن عثمان قال " ثني حمزة بن هانئ عن أبي أمامة أنه كان يقول:. . . فذكره.