فهو مردود؛ لما ذكرت من حال شريك، وأيضا فقد خالفه في متنه جمع من الثقات، فرواه معمر والثوري وابن عيينة وشعبة عن أبي إسحاق به؛ بلفظ:
" لا تصفوا بين السواري "؛ دون قوله:" للواحد والاثنين ".
أخرجه عبد الرزاق (٢ / ٦٠ / ٢٤٨٧ - ٢٤٨٨) ، وابن أبي شيبة (٢ / ٣٧٠) ، والطبراني أيضا (٩٢٩٣ - ٩٢٩٥) ، والبيهقي (٢ / ٢٧٩ و ٣ / ١٠٤) وقال:
" وهذا - والله أعلم - لأن الأسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف، فإن كان منفردا، أو لم يجاوزوا ما بين الساريتين؛ لم يكره إن شاء الله تعالى؛ لما روينا في الحديث الثابت عن ابن عمر قال:
سألت بلالا: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني في الكعبة -؛ فقال: بين العمودين المقدمين ".
قلت: فالمحفوظ عن أبي إسحاق - وهو السبيعي - إنما هو ما رواه الجماعة عنه، وهذا - يقال - إن سلم من شيخه معدي كرب؛ فإنه في عداد المجهولين وإن ذكره ابن حبان في " الثقات "(٥ / ٤٥٨) ؛ فإنه لم يذكر له هو ولا غيره راويا غير أبي إسحاق.
نعم؛ الرواية المحفوظة دون حديث الترجمة لها ما يشهد من الأحاديث المرفوعة، فراجع إن شئت " تمام المنة في التعليق على فقه السنة "(ص ٢٨٦ - طبع عمان) .