نزلنا دابق وعلينا أبو عبيدة بن الجراح، فبلغ حبيب بن مسلمة أن ابن (الأصل: بنت) صاحب (قبرس) خرج يريد بطريق (أذربيجان) ومعه زمرد وياقوت ولؤلؤ وذهب وديباج، فخرج في خيل فقتله، وجاء بما معه، فأراد أبو عبيدة أن يخمسه، فقال حبيب: لا تحرمني رزقا رزقنيه الله؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل السلب للقاتل، فقال معاذ:[مهلا] يا حبيب! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:. . . فذكره. وقال الطبراني:" لا يروى عن معاذ وحبيب إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن واقد ".
قلت: وهو ضعيف جدا؛ قال في " مجمع الزوائد "(٥ / ٣٣١) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك ". وقال البخاري:
" منكر الحديث ".
وكذبه بعضهم. ولذا؛ قال الذهبي في آخر ترجمته من " الميزان ":
" هالك ".
قلت: والمستنكر من الحديث قول معاذ لحبيب: " مهلا. . . " إلخ.
فإن حديث حبيب صحيح؛ له شاهد من حديث عوف بن مالك في مسلم وغيره، وفيه قصة تشبه قصة حبيب مع ابن صاحب قبرس، وهو مخرج في " الإرواء "(١٢٢٣) .