وأما أبوه عبد العزيز بن قيس العبدي؛ فهو مختلف عن ابنه؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. وتساهلهما معروف. وقول المعلق على " مسند أبي يعلى ":
، روى عنه جماعة "؛ كان يمكن أن يعطيه قوة لو كانوا من الثقات، وليس فيهم منهم غير ابنه، وآخران أحدهما مجهول، والآخر لا يعرف؛ كما بينته في " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان "، فالإسناد ضعيف.
وقد ترتب عن وراء ذاك التساهل: أن صحح إسناد الحديث الحافظ المنذري في
" الترغيب " (٢ / ١٢٩) ، وتبعه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " (٥ / ١٧) ، وقلدهما المعلق على " مسند أبي يعلى " إ! والله المستعان، وهو ولي التوفيق.
وأما قول الهيثمي في " المجمع " (٣ / ٢٥١) بعد ما عزاه لأحمد وأبي يعلى والطبراني:
" ورجال أحمد ثقات ".
فهو مع كونه لا يعني تصحيحه، فإن تخصيصه رجال أحمد بالتوثيق تقصير؛ فإن رجال أبي يعلى كذلك، مع ملاحظة تساهل الهيثمي المعروف في اعتداده بتوثيق ابن حبّان!
وللمنذري خطأ آخر غير تصريحه بصحة إسناده: ألا وهو عزوه إياه لابن خزيمة
في " صحيحه "؛ دون أن يبين تبرأه من راويه؛ كما تقدم مني نقله عنه، فأوهم أن الحديث صحيح عِنْد ابن خزيمة! وليس كذلك، وَكَثِيرًا ما يقع مثل هذا العزو المطلق