" وروي عن أبي بردة بن أبي موسى أنه كان يقول خلف الإمام: " سمع الله
لمن حمده ". وقال عطاء: يجمعهما أحب إِلَيَّ، وروي فيه حديثان ضعيفان قد خرجتهما في الخلاف ".
قلت: أظن أنه يعني هذا وحديث بريدة الآتي بعده.
وقد أشار الحافظ إلى ضعفهما في " الفتح "(٢ / ٢٨٤) ؛ فإنه قال بعد أن ذكر عن الشافعي مثل ما تقدم عن الترمذي:
" لكن لم يصح في ذلك شيء. ولم يثبت عن ابن المنذر أنه قال: إن الشافعي
انفرد بذلك؛ لأنه قد نقل في " الإشراف " عن عطاء وابن سيرين وغيرهما القول بالجمع بينهما للمأموم ".
الثالث: أننا إذا نظرنا إلى سنته صلى الله عليه وسلم الفعلية في هذا الركن، وهو الرفع من الركوع، على ضَوْء حديث أبي هريرة المتقدم - وما في معناه -؛ لوجدنا أن محل (التسميع) إنما هو في أثناء الاعتدال من الركوع، وأن محل التحميد إذا استتم قَائِمًا، فإذا قيل: إنه لا يشرع للمؤتم أن يقول (التسميع) ؛ لزم منه مخالفتان
اثنتان لا بد منهما:
الأولى: تعطيل أحد المحلّين من ورده.
والأخرى: إحلال (التحميد) محل (التسميع) ! وهو مما يقع فيه جماهير المصلين، كما هو مُشَاهَد؛ فإنهم يقولون:(ربنا ولك الحمد) في أثناء رفعهم من