العلامة الزبيدي في " شرح الإحياء "(٦ / ٣٩٢ - ٣٩٣) من رواية أم أيمن، وأبي الدّرداء، وأميمة، ومعاذ، وأبي ريحانة، وكلهم قالوا:
" فقد برئت ذمة الله منه ".
وليس عندهم الخصلة الثانية.
وقد كنت خرجته في " الإرواء "(٢١٢٦) عن معاذ وأبي الدرداء وأم أيمن، ومكحول أَيْضًا مُرْسَلًا.
واعلم أن الباعث على تخريج هذا الحديث هنا بهذا اللفظ المستنكر، بعد أن كنت أخرجته في " الإرواء " باللفظ المحفوظ - إنما هو أن أحد الطلبة السعوديين - جزاه الله خَيْرًا - أرسل إِلَيَّ رسالة مصورة عن رسالة مطبوعة في حكم تارك الصلاة لأحد العلماء الأفاضل في تلك الديار، فرأيته قد استدل به في أحاديث أخرى على أن تارك الصلاة كَسَلًا مع إيمانه بفرضيتها كافر كُفْرًا مُخْرِجًا من الملّة.
فقلت في نفسي: إن صح هذا الحديث فينبغي أن لا يتوقف العالم به عن تكفير تارك الصلاة، ولم يكن في حفظي إلا اللفظ الصحيح منه:" فقد برئت ذمة الله منه ".
فاندفعت أراجع الحديث في مظانه في كتب السنة، فكان من ذلك هذا المقال الذي يتبين منه لكل باحث أن الحديث لا يصح باللفظ المذكور، وأنه لا يصح الاستشهاد به - بله الاستدلال -؛ لنكارته ومخالفته للأحاديث الأخرى، وبالتالي لا يجوز ذكره مع السكوت عن بيان حاله؛ لما في ذلك من التغرير بعامة القراء. ومنه؛ تعلم أيضاً خطأ المعلقين الثلاثة على " الترغيب " الذين يرتجلون