الرواية الأخرى التي ليس في سندها الرجل - وهو: يحيى بن عمارة، وسبق بيان
ذلك، وأنه اضطراب من بعض رواته، مع الرد على الحافظ تحسينه للحديث؛ فتذكر -.
وفد تابع [أسباط] (*) خلفاً وخالداً على وقفه، فقال ابن أبي شيبة في "المصنف "
(٤/١٠٩) : نا أسباط بن محمدعن عطاء عن سعيد بن جبير قال:
كان من دعاء ابن عباس الذي لا يدعُ بين الركن والمقام أن يقول: رب!
قنعني ... ، والباقي كحديث الترجمة.
قلت: وأسباط بن محمد ثقة من رجال الشيخين؛ فالوقف هو المحفوظ عن
عطاء بن السائب.
وقد روي كذلك من وجه آخر؛ ولكنه مظلم. فقال الأزرقي في "أخبار مكة"
(١/٣٤٠ - ٣٤١) : حدثنا جدي: أخبرنا سعيد بن سالم عن عثمان بن وساج
قال: وأخبرني ياسين قال: أخبرني أبو بكر بن محمد عن سعيد بن المسيب ...
قال: وأخبرت أن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كان يقول بين الركنين: اللهم!
قنعني ... إلخ، وزاد: إنك على كل شيء قدير.
وهذا سند واهٍ؛ مسلسل بالعلل:
١ - سعيد بن سالم: فيه ضعف من قبل حفظه، وهو مترجم في "التهذيب ".
٢ - ٤ - عثمان بن وساج واللذان فوقه: لم أعرفهم.
٥ - ومُخبِر سعيد بن المسيب: لم يسم.
والخلاصة: أن الحديث لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً. ومداره على عطاء بن
السائب، و - هو مع اختلاطه - اختلفوا عليه: فمنهم من رفعه، ومنهم من أوقفه،
(*) سقطت من أصل الشيخ رحمه الله تعالى؛ ويقتضيها السياق.