"ولم أعرفه". وفاته أنه ذكره ابن حبان في "الثقات " فقال (٨/١٦٢) :
"يروي عن يزيد بن هارون وأبيه، روى عنه أهل واسط ".
وهكذا ذكره الهيثمي نفسه في كتابه "ترتيب ثقات ابن حبان " فكأنه نسي،
أو أنه ألفه بعد يهيفه لـ"مجمع الزوائد"، وهذا ما أستبعده.
لكن قد استدركه الحافظ في "اللسان " (٢/١٢٦) فذكره بروايته عن يزيد بن
هارون وأبي نعيم وغيرهما، ثم قال:
"قال الجورقاني في كتاب "الأباطيل ": مجروح ".
قلت: ساق له حديثاً بإسنادين له؛ أحدهما إلى علي، والآخر إلى أنس،
وقال (٢/٢٣٩) :
"حديث باطل، وجعفر بن محمد مجروح ".
ومن الغريب أن الحافظ لم يشر - ولو أدنى إشارة - إلى كونه في "ثقات ابن
حبان "! فكأنه أصابه ما أصاب شيخه الهيثمي. ولعل تلميذه الحافظ السخاوي،
وقف على ترجمة جعفر هذا في "الثقات"؛ فقد نقل عنه ابن عراق في "تنزيه
الشريعة " (٢/٢٢٨) أنه قال:
"وسنده جيد ".
فإن هذا التجويد لا وجه له إلا على اعتبار أنه وقف على هذا التوثيق، وإن
كان توثيقاً ليِّناً لتفرد ابن حبان به، ومخالفته لتجريح الجورقاني؛ ولأنه قد خولف
في رفعه، رواه البيهقي (١٠/٥٨) من طريق أبي نعيم: ثنا سفيان عن هشام عن
أبيه عن عائشة قالت: ... فذكره بتمامه موقوفاً عليها، وقال:
"رفعه بعض الضعفاء، والصحيح موقوف ".