"قال عبد الرزاق: ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله: (كذاب) إلا لعبد القدوس ".
وقد رأيت أن مدار هذه الطرق على علقمة بن شهاب، وَهُوَ مَجْهُولٌ الحال،
ذكره ابن أبي حاتم (٣/١/٤٠٦) برواية سعيد هذا ومحفوظ بن علقمة، ولم يذكر
فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذا صنع البخاري (٤/١/٤٣) ، وأما ابن حبان فذكره في
"الثقات " (٥/٢١٢) على قاعدته برواية الاثنين المذكورين، وأما البخاري فذكر:
(عفير) ... مكان: (محفوظ) .
وبالجملة فالحديث ضعيف؛ لجهالة علقمة وإرساله، وقد أعله ابن عبد البر في
"التمهيد" (١/٢٣٨) بأنه منقطع الإسناد. يعني الإرسال. وقد أسنده مختصراً
عمرو بن الحصين: نا محمد بن عبد الله بن علاثة عن سعيد بن عبد العزيز عن
علقمة بن شهاب عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"من لم يدرك الغزو معي؛ فليغز في البحر".
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " (٢/٢٢٧/٢/٨٥١٧ - بترقيمي) ، ومن
طريقه ابن عساكر وقال:
"لم يذكره في (مسند الشاميين) ". وقال الطبراني:
"لم يروه عن سعيد بن عبد العزيز إلا ابن علاثة، تفرد به عمرو بن الحصين ".
قلت: وهو متروك متهم، وقد تقدمت له أحاديث؛ فراجع فهارس أسماء الرواة
المترجم لهم من هذه "السلسلة".
(تنبيه) : لم يرد لهذا الحديث ذكر في "مجمع الزوائد"، ولا في "الجامع
الكبير"، ولا في "موسوعة أطراف الحديث" من رواية الطبراني هذه!