ومن طريقه رواه القضاعي (٢ / ٩ / ١) وابن الجوزي في " الموضوعات "(٣ / ٨٠) من طريق ابن عدي، وتعقبه السيوطي في " اللآلي "(٢ / ٢٩٠) بأن له طريقا أخرى. قلت: أخرجه الدولابي (١ / ١٦٨) وابن حبان في " المجروحين "(١ / ١٨٨ - ١٨٩) والخطابي في " غريب الحديث "(١١٩ / ٢) وابن عساكر (٢ / ١١٩ / و٣ / ٢٠٥ / ٢) وأبو نعيم ببعضه (١٠ / ٢٥) من طرق عن بكار بن شعيب أبي خزيمة العبدي قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد مرفوعا به.
وهذا سند ضعيف جدا بكار بن شعيب قال ابن حبان:" يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يجوز الاحتجاج به ". ثم ساق له هذا الحديث منكرا له عليه كما قال الحافظ في " اللسان " وقال الجوزجاني: " وهو منكر جدا ".
لكن قال السيوطي:" وقد توبع بكار فقال ابن لال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب: حدثنا إبراهيم بن فهد: حدثنا محمد بن موسى حدثنا غياث بن عبد المجيد عن عمر بن سليم عن أبي حازم به.
قلت: وسكت عليه السيوطي، وهذه متابعة قوية لولا أن الطريق إليها مظلمة، فإن غياث بن عبد الحميد مجهول كما قال العقيلي: ومحمد بن موسى لم أعرفه، وفي طبقته بهذا الاسم جماعة. وإبراهيم بن فهد قال ابن عدي: " سائر أحاديثه مناكير، وهو مظلم الأمر ". وقال أبو الشيخ: " قال البردعي: ما رأيت أكذب منه ".
قال أبو الشيخ: " وكان مشايخنا مضعفونه ". قلت: فمثل هذا الطريق لا يستشهد به لشدة ضعفه. وقد وجدت له طريقا آخر عن سهل بن سعد، أخرجه أبو الشيخ في " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " (١١ / ٢) عن سهل بن عامر البجلي حدثنا ميمون بن عمرو البصري عن أبي الزبير عن سهل بن سعد مرفوعا. ولكنه واه جدا، سهل بن عامر هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (٢ / ١ / ٢٠٢) : " قال أبي: وهو ضعيف، روى أحاديث بواطيل وكان يفتعل الأحاديث ". وفي معناه قول البخاري: " منكر الحديث ".
وأما ابن حبان فيبدو أنه لم يتبين له حقيقة أمره فلذلك أورده في " الثقات "! ووجدت له شاهدين آخرين متصل ومرسل.
أما المتصل فأخرجه ابن عساكر (٣ / ٢٠٥ / ٢) عن بشر بن عون: حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا. قلت: وهذا موضوع بكار بن تميم مجهول، والآفة بشر بن عون قال ابن حبان (١ / ١٨١) : " له نسخة عن بكار بن تميم عن مكحول نحو مائة حديث كلها موضوعة ".