"لا تؤذوا الأحياء بسبِّ الأموات ".
قلت: وعمرو هو: ابن دينار؛ فهو مرسل، وإسناده جيد، ومحمد بن يحيى
ابن عمر بن علي هو: أبو جعفر الطائي الموصلي، ترجمه الخطيب في "التاريخ "
(٣/ ٤٣٢ - ٤٣٣) وقال:
"سمعت أبا حازم العبدري الحافظ ذكره، فقال: لا أعلمه إلا ثقة، ولا أعرف
أحداً تكلم فيه. وسألت البرقاني عنه؟ فحسَّن أمره. حدثت عن أبي الحسن بن
الفرات أنه قال: لم يكن بالمحمود الأمر في الرواية ثم.
وكذا في "اللسان " ولم يزد إلا أنه قال:
"ومضى له ذكر في ترجمة محمد بن خلف بن جعفر".
وهناك ذكر لابن خلف هذا حديثاً منكراً من روايته عن أبي جعفر الطائي،
فقال:
"وأبو جعفر ثقة".
قلت: وهذا المرسل من الحديث صحيح؛ لأن له شاهداً من حديث المغيرة بن
شعبة، كنت خرجته في "الصحيحة" (٢٣٩٧) وغيره. وله شاهد آخر عن سعيد
ابن زيد مخرج في "التعليق الرغيب " (٤/١٧٥) .
ولقد كان الباعث على تخريج هذا الحديث أن كثيراً من المطخرين يلهجون
بذكره كتابة وخطابة؛ بمناسبة خوضهم حول القيام للداخل تكريماً له، دون أن
يبينوا آفته! ثم رأيت ما هو أبشع من ذلك، وهو ذكر الحافظ ابن عبد البر للحديث
في "الاستيعاب " بصيغة الجزم، فقال: