- معاشر الرجال - فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجناثز،
والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وأن الرجل منكم إذا
خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً؛ حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا
لكم أولادكم؛ أفما نشارككم في هذا الخير يا رسول الله؟ فالتفت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى
أصحابه بوجهه كله، ثم قال: "سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها عن
أمر دينها من هذه؟ " قالوا: يا رسول الله! ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا!
فالتفت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها ثم قال: ... (فذكر الحديث) ، قال: فأدبرت المرأة وهي
تهلل وتكبر استبشاراً.
وقال ابن عساكر:
"قال ابن منده: رواه أبو حاتم الرازي عن العباس بن الوليد بن مزيد. وفرّق
ابن منده بين أسماء هذه وبين أسماء بنت يزيد بن السكن، غريب لم نكتبه إلا
من حديث العباس، وقد روى حبان بن علي العَنزي عن رشدين بن كريب عن
أبيه عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ شيئاً من هذا".
ثم ساق ابن عساكر إسناده الآخر من طريق أبي نعيم الحافظ بسنده عن العباس
ابن الوليد ... به.
قلت: والعباس هذا ثقة، لكن شيخه أبو سعيد الساحلي الجبيلي لم أجد من
وثقه حتى ولا ابن حبان، وقد أورده ابن ماكولا في "الإكمال " (٢/٢٥٨) والسمعاني
في "الأنساب، بهذه الكنية - ولم يسمياه - بروايته عن أبي زياد عبد الملك بن
داود، وعنه عبد الله بن يوسف.
قلت: فيكون مجهول الحال، ولم يورده أبو أحمد الحاكم في "الكنى" لا