قلت: هي عند الطبراني في "المعجم الكبير" علاوة على حديث الترجمة،
وقد مضى أحدها برقم (٥١١٢) ، ونقلت هناك عن الهيثمي أنه قال فيه:
"ضعيف جداً ".
وله حديث آخر غير التي أشار إليها ابن عدي أنكر من هذا سأذكره بعده إن
شاء الله تعالى.
ويمكن أن يكون آفة هذا الحديث من الراوي عنه هشام بن هشام الكوفي؛ فإنه
غير معروف عندي، وإن كان يمكن أن يكون الذي في "ثقات ابن حبان " (٩/٢٣٤) :
"هشام بن علي بن هشام السيرافي أبو علي سكن البصرة، يروي عن أبي
الوليد الطيالسي ... و ... و ... مستقيم الحديث، كتب عنه أصحابنا".
فإن يكن هو؛ فيكون قد نسب إلى جده، ولا ينافي ذلك أنه بصري أن المترجم
كوفي، كما لا منافاة بين هذا وذاك وبين كونه (سيرافياً) نسبة إلى (سيراف) من
بلاد فارس؛ فإن أصله منها، ثم انتقل إلى البصرة والكوفة. والله أعلم.
وأما الهيثمي فقد أعله بالأول فقال (١٠/١١٧) :
"رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو مجمع على ضعفه ".
إذا عرفت شدة ضعف هذا الحديث - كالذي قبله -؛ يتبين لك مجدداً تجاهل
الشيخ الغماري، وتدليسه على قرائه باستشهاده به في "مصباحه" المظلم (ص ٥٦)
لتقوية جملة: "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك" المتقدم في الحديث الذي
قبله! دون أن يسوق إسناده ويتكلم على رجاله، قانعاً بمجرد الدعوة، مع علمه أن
ذلك لا يجدي مع خصومه؛ بل ذلك مما لا يفيد مع المغترين به من مريديه كذاك
السقاف؛ إذ اأرادوا العلم والنقاش بدون شقاق، وما أحسن ما قيل: