وهكذا رواه جمع من الثقات عن عبد الرزاق عند ابن أبي عاصم (١/٢١٧/
٤٩٤) ، والآجُري (٣٠٨) ... ليس فيه تلك المنكرات من الكراسي والجلوس عليها،
فهو المحفوظ عن عبد الرزاق، وفي سائر طرق الحديث - وهي كثيرة جداً -، وعن
جمع من الصحابة، ولذلك قال جماعة من الحفاظ بأنه حديث متواتر، منهم
الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (٧/١٢٨) .
ثم رأيت للحديث طريقاً أخرى عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى
بن أبي كثير قال: حدثني عبد الرحمن بن البيلماني قال:
"ما من ليلة إلا ينزل ربكم عَزَّ وَجَلَّ إلى السماء، فما من سماء إلا وله فيها
كرسي، فإذا أتى السماء، خر أهلها سجوداً حتى يرجع، فإذا أتى السماء الدنيا،
أطت وترعدت من خشية الله عَزَّ وَجَلَّ، وهو باسط يديه يدعو عباده: يا عبادي!
من يدعوني، أجبه، ومن يتب إلي، أتب عليه، ومن يستغفرني، أغفر له، ومن
يسألني، أعطه، من يقرض غير معدم، ولا ظلوم. أو كما قال ".
أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص ٣١٣) بسند صحيح عن عبد الرزاق،
لكنه مع كونه موقوفاً على عبد الرحمن بن البليماني فإنه ضعيف أعني ابن
البيلماني هذا، وقد قيل: إنه لم يسمع من أحد من الصحابة.
وقد روى الأوزاعي هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير: حدثنا أبو سلمة
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة ... مرفوعاً، نحو حديث عبد الرزاق عن معمر عن
الزهري عن أبي سلمة المتقدم، وزاد:
"حتى ينفجر الصبح ".
رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "الظلال" (١/٢٠١٨/٤٩٧) ، وليس فيه - ولا