هذا أحد وهمي السيوطي.
وأما الوهم الآخر: فهو يشبه الأول، فقد قال عقب رواية الحاكم والخطيب:
"وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده": حدثنا يحيى بن هاشم:
حدثنا الثوري ... به. ويحيى - هو: السمسار - كذاب".
فأقول: نعم، هو كذاب، ولكنه مع ذلك خالف الجماعة في إسناده، فإنه قال:
حدثنا يحيى بن هاشم: حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن
حنش بن المعتمر عن عليم الكندي عن سلمان الفارسي ... مرفوعاً. فزاد في
السند حنشاً هذا وهو صدوق له أوهام.
هذا. وقد عرفت مما تقدم أنه رواه جماعة عن عبد الرزاق عن سفيان عن
سلمة عن أبي صادق عن عليم عن سلمان ... موقوفاً. فرأيت في "معجم أبي
سعيد ابن الأعرابي " (ق ١٢٥/١ - ٢) قال: نا جعفر (يعني: ابن عامر) : نا
عبد السلام بن صالح: نا عبد الرزاق ... به، إلا أنه قال:
" ... عن أبي صادق عن غنيم بن قيس الكندي عن سلمان ... مرفوعاً ".
قلت: فقد خالف الجماعة في موضعين:
أحدهما: أنه جعل (غنيماً) ... مكان: (عليم) ، وكان يمكن أن يقال: إنه
تصحيف عليم، لولا أنه نسبه إلى أبيه قيس، وعليم لم ينسب.
والآخر: أنه رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورفعه باطل، وإنما موقوف، مع جهالة عليم.
وأظن أن الرفع من عبد السلام بن صالح - وهو: أبو الصلت الهروي -: قال
الذهبي في "الكاشف":
"واهٍ، شيعي، متهم مع صلاحه".