اليوم والليلة" (١٠٩ - ١١٠) - الشطر الأول منه - من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ
الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ... مرفوعاً. وقال الترمذي:
"حديث غريب". وزاد في نسخة: "حسن".
وأقول هذا بعيد جداً عن حال إسناده، فإن إبراهيم هذا متروك، كما قال
الحافظ في "التقريب"، وقال ابن حبان في "ضعفائه":
"إنه فاحش الخطأ". ولما روى له الترمذي (٨/٣٢٩) حديث: "الحكمة ضالة
المؤمن ... ". قال أيضاً:
حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن الفضل المدني
المخزومي يضعَّف من قبل حفظه".
وهذا مخرج في "المشكاة" (٢١٦) .
والحديث مما سكت عليه ابن تيمية في "الكلم الطيب" (رقم ١١٩) ، وتبعه
ابن القيم في "الوابل الصيب" (٢٣٦) ، تابعين في ذلك أصلهما "أذكار النووي"
(١٠٢ تحقيق الأرناؤوط) وسكت هذا أيضاً عليه، وأما في تعليقه على "الكلم
الطيب" (٥٧/١١٨) فضعفه اقتباساً من تحقيقي لـ "الكلم"، وله من مثل هذا
الشيء الكثير، بل إن غالب تصحيحاته وتضعيفاته لأحاديث الكتاب أخذها من
تحقيقاتي عليه دون أن يشير إلى ذلك أدنى إشارة، وقد فعل غيره أسوأ من ذلك
- كما بينته في مقدمة الطبعة الجديدة لهذا الكتاب -.
واعلم أن في رفع الرأس إلى السماء حديثاً آخر عند أبي داود وغيره فيما يقول
إذا خرج من بيته، وإسناده صحيح، لكن ذكر الرفع فيه شاذ - كما حققته في
الكتاب الآخر (٣١٦٣) -، فاقتضى التنبيه!